قصَّة
رأَی ملِکُ اليَمَنِ أبرَهةُ أنَّ أهلَ اليمنِ يَحُجُّون إلی بيت اللهِ في مکَّةَ فأَقسمَ أن يَبنيَ في مدينة صنعاءَ بيتاً يَحُجُّ إليه العربُ و أهل اليمن. ففَعل ذلک و بنَی بيتاً سمّاهُ «القَلِّيسَ» و نادَی في العربِ أنْ لا حجَّ إلاّ إلی «القَلِّسَ». غَضِبَ العربُ و لطَّخوهُ بالأوساخِ فغضِبَ أبرهةُ و أقسمَ أنْ يَهدِمَ الکعبةَ. جهَّزَ جيشاً و سارَ للحربِ. قال لجيشِه «أيُّها الجنودُ غداً صباحاً نهدِمُ بيت اللهِ فکونوا علی استعدادٍ. لکن لمّا جاءَ الجنودُ إلی الفيل و أرادُوه أن يَقومَ لَم يَقُمْ و لَم يَمشِ معهم. أمرَ أبرهةُ الجنودَ أن يَعملوا جُهدَهم في قيامه و لکنَّ الفيلَ بقيَ راقداً. و بينما هُم علی هذه الحالِ مِن الإرتباک و إذا بالسَّماءَ تَتلَبَّدُ بالغُيومِ و يُظلِمُ الجوُّ و تعصِفُ الرِّياحُ حاملةً الغُبارَ و الرِّمالَ فَسادَ الهَرجُ و المَرجُ بين الجيش و عَمَّت الفَوضَی.
أرسَلَ اللهُ عليهم طيراً أبابيلَ فتَجْرَحُهُم جروحاً عظيمة و تَقتُلُهُم. فأخذ الجنودُ يَهرُبُونَ و يَدُوسُ بعضُهم بعضاً. لکنَّ الطيورَ لاحَقَتْ الهاربينَ و رَمَتْهُم بالحجارةِ فماتوا جميعاً و بَقيَ بيت اللهِ سالماً و ستَبقَی عبر القرون و الأعصار. و من ذلک الوقت سُمِّی هذا العامُ «عامَ الفيلِ».
اقتباس من کتاب «الاسلامُ دينٌ و حياةٌ»
أتمَنَّی أن تَنالَ اعجابکم و أشکرکم مسبقاً