التجشؤ أو التكريع هو إفراج غازات من الجهاز الهضمي (أساسا المريء والمعدة) عن طريق الفم. يرافقه عادة صوت مميز، وفي بعض الأحيان، ترافقه الرائحة. عند الأكل تذوب في الطعام كمية قليلة من الغازات أو الهواء وتجد طريقها إلى القولون. وعندما تكون الغازات مكونة من غازي النتروجين والأوكسجين والذين يتوفران في الجو، فإن ذلك يعني أن الغازات ناتجة عن ابتلاع كمية من الهواء أثناء تناول الطعام. ويمكن تجنب هذا بتناول الطعام ببطء ومضغ الطعام والفم مغلق وتناول المشروبات عن طريق الشفاطة. كذلك يتسبب شرب المشروبات الغازية والنبيذ ومشروبات الطاقة أو الشمبانيا التي تطرح غاز ثنائي اوكسيد الكربون بعد شربها وبكميات كبيرة حصول حالة التجشؤ بكثرة. إضافة إلى بعض الادوية المستعملة في علاج داء السكري. سبب الصوت المتميز للتجشؤ هو اهتزاز صمام المرئ العلوي عند مرور الغاز خلاله. التجشؤ المصحوب بسوء الهضم والغثيان ووجع المعدة أو الحرقة قد يكون مؤشرا لقرحة في المعدة أو فتق في الحجاب الحاجز ويجب أن يعرض الشخص على طبيب.
في معظم أنحاء العالم يعتبر التجشؤ عادة غير مهذبة. كما أن قلة النشاط البدني وضعف حركة القناة الهضمية وابتلاع الهواء ونوع الغذاء المتناول واضطرابات القناة الهضمية كلها عوامل تزيد من كمية الغازات والشكوى من أعراض الغازات.
يتجشأ طفلك ليخرج فقاعات صغيرة من الغازات أو الهواء المحتبس في بطنه. قد تزعجه هذه الفقاعات وتشعره بالانتفاخ. عندما تدفعين طفلك على التجشؤ تساعدينه بذلك على إخلاء الجزء العلوي من بطنه ليرتاح ويرضع لفترة أطول.
كما يساعد التجشؤ طفلك إذا كان: يتقيأ القليل من الحليب أو اللبن عادة بعد الرضعات(ترجيع الحليب) أو يعاني من المغص أو مصاباً بارتجاع المريء.
مع ذلك، لا توجد قاعدة تلزمك بمساعدة طفلك على التجشؤ بعد كل رضعة. يتجشأ بعض الأطفال في كثير من الأحيان، ونادراً ما يحتاج البعض الآخر إلى القيام بذلك.
هل يحتاج الأطفال الذين يرضعون من الزجاجة إلى التجشؤ أكثر من الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية؟
يعاني كل من الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية والذين يرضعون من الزجاجة أو الببرونة من الغازات. عموماً، يحتاج الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية إلى التجشؤ أقل من الأطفال الذين يرضعون من زجاجة الرضاعة.
يميل الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية إلى ابتلاع كميات أقل من الهواء أثناء الرضاعة. لكن إذا كان لديك الكثير من الحليب بحيث يتدفق ويرش عندما ترضعين طفلك، فقد تجدين أن صغيرك يحتاج إلى التجشؤ مرات أكثر. يختلف الأطفال عن بعضهم البعض، لذا اتبعي مؤشرات وعلامات طفلك الخاصة.
في حال كنت ترضعين طفلك من زجاجة الرضاعة حليباً اصطناعياً أو حليباً مشفوطاً من ثديك، فالوقاية خير من العلاج. إذا قلّ الهواء الذي يدخل إلى بطن طفلك فستقلّ الغازات وبالتالي الحاجة إلى التجشؤ. لذا أنفقي أكثر قليلاً على شراء زجاجات رضاعة خاصة لمساعدة طفلك على الرضاعة من دون ابتلاع الهواء.
ابحثي عن زجاجات الرضاعة التي بها منفذ داخلي للهواء، والذي يقضي على فقاعات الهواء في الرضعة. توجد في بعض زجاجات الرضاعة، والتي تعمل بشكل جيد، بطانة قابلة للطي تنكمش كلما رضع طفلك تماماً مثلما يحدث كما لو كان يرضع من الثدي. ما يعني أن الحليب وليس الهواء هو الذي يدخل إلى معدة طفلك.
تأكدي من أن حجم ثقب الحلمة في زجاجة طفلك تناسبه. إذا كان الثقب كبيراً جداً، سيسبب خروج الحليب بسرعة كبيرة قد لا تمكّن طفلك من البلع بارتياح.
كما قد يفيد جعل طفلك يجلس في وضعية مستقيمة وهو يرضع من الزجاجة.
ربما تحتاجين إلى دفع طفلك على التجشؤ إذا بدا منزعجاً أثناء الرضعة. ستعرفين الأمر إذا كان يتلوى، أو إذا ابتعد عنك وبدأ بالبكاء. استغلي فرصة تحويله إلى الثدي الآخر أو عندما يكون في منتصف الرضعة من الزجاجة لمساعدته على التجشؤ.
ساعدي طفلك على التجشؤ فقط إذا بدت عليه الحاجة لذلك. لا تدفعيه إلى التجشؤ إذا كان مرتاحاً أو إذا غطّ في النوم أثناء الرضعة أو بعدها.
يجب أن يتجاوز طفلك الحاجة إلى التجشؤ بعد الرضاعة عندما يبلغ بين أربعة وستة أشهر من العمر. يصبح عندها أكثر كفاءة في المص ولن يبتلع الكثير من الهواء.
توجد أكثر من طريقة لمساعدة طفلك على التجشؤ. يمكنك التجريب للعثور على أفضل ما يناسبك أنت وطفلك.
قبل أن تجعلي طفلك يتجشأ، ضعي فوقك قطعة مربعة من الشاش أو منشفة قديمة لأنه قد يتقيأ كمية صغيرة من الحليب عندما يخرج الغازات. من الطبيعي جداً أن يتقيأ طفلك القليل من الحليب.
إليك ثلاث طرق تجربينها لمساعدة طفلك على التجشؤ:
احملي طفلك في وضع مقابل لصدرك بحيث يستريح ذقنه على كتفك. أسندي رأسه وكتفيه بيدك.افركي أو ربتي بلطف على ظهره باستخدام يدك الأخرى.
أجلسي طفلك في حضنك بحيث يكون وجهه في الاتجاه المعاكس. استخدمي ذراعاً واحدة لدعم جسم طفلك بحيث يسند كفك صدره بينما تدعم أصابعك بلطف ذقنه وفكه. أبقي أصابعك بعيداً عن حلقه. أميلي طفلك قليلاً إلى الأمام ثم ربتي على ظهره أو افركيه بلطف لبعض الوقت باستخدام يدك الأخرى.
اجعلي طفلك يستلقي ووجهه إلى أسفل على ساقيك بحيث يكون جسمه بين ركبتيك. ضعيه عند الزاوية اليمنى لجسمك. أسندي ذقن طفلك وفكه بيد واحدة. أبقي رأس طفلك في وضعية أعلى قليلاً من بقية جسمه حتى لا يتحرك الدم بسرعة نحو رأسه. ربتي على ظهر طفلك أو افركيه بلطف باستخدام يدك الأخرى.
تحدثي إلى طفلك أو غني له بهدوء وأنت تربتين على ظهره أو تفركينه بلطف. سيساعده سماع صوتك على الاسترخاء. ما لم يتجشأ طفلك بعد بضع دقائق فقد لا يحتاج إلى الأمر. لكن إذا بدا أنه منزعج بشكل واضح، فحاولي الاستمرار في الأمر أو الانتقال إلى وضعية أخرى.
إذا كان طفلك يعاني من غازات ولم تتمكني من مساعدته على التخلص منها بواسطة التمسيد أو التربيت، فهناك طرق أخرى يمكنك استخدامها. تستطيعين إعطاء طفلك حماماً دافئاً لمساعدته على الاسترخاء مع تدليك بطنه بلطف بعد ذلك. حركي يديك بلطف على بطن طفلك في حركة دائرية باتجاه عقارب الساعة. يمكن أن تهدئ هذه الخطوة طفلك وتعينه على إخراج الغازات.
مع الأسف، في بعض الأحيان قد لا تكفي جميع هذه الأساليب لمساعدة طفلك على إخراج الغازات. في هذه الحالة، استشيري طبيبتك بشأن تجريب دواء على شكل قطرات يعطى عن طريق الفم ويصرف من دون وصفة طبية، يحتوي هذا الدواء على سميتيكون. ساعد السميتيكون على تجميع الغازات في فقاعات أكبر تسهّل على طفلك التجشؤ.
عندما يرضع الأطفال حديثى الولادة اللبن الصناعى أو حليب الثدى، فهم يبتلعون أيضاً الكثير من الهواء، عندما يستقر الهواء فى المرىء - كما هى العادة فى الرضع أقل من شهرين من العمر، لأنهم يقضون الكثير من الوقت مستلقين على ظهورهم، والنتيجة هى الغازات، كلما ابتلع طفلك المزيد من الهواء، كلما زادت فرصة إنه يكشط.
يمكنك مساعدة طفلك فى طرد الغازات من خلال التجشؤ (التكريع) له فى وسط وعند نهاية كل رضعة، إذا كنتِ ترضعينه من الزجاجة، هذا يعنى أن تساعديه فى التجشؤ (التكريع) بعد أن تناوله 2 إلى 3 أونصات، أو حوالى نصف كمية اللبن الصناعى، ومرة أخرى عندما ينتهى من الرضعة، إذا كنتِ ترضعينه لبن الثدى، ساعديه فى التجشؤ عند التبديل الثديين، ومرة أخرى فى نهاية الرضعة.
بعد بضعة أسابيع إذا وجدتِ أن طفلك لا يكشط كثيراً، أو إذا بكى عند مقاطعة الرضعة للتجشؤ له، فإنه لا بأس أن تنتظرى حتى ينتهى تماماً ثم تساعديه على التجشؤ، ذلك لأن بكاء الطفل، يجعله يبتلع المزيد من الهواء، الأمر الذى سوف يجعله غير مرتاح بعد ذلك
ضعى طفلك على كتفك، أو اجلسى به وهو فى حضنك، مع تنحيته إلى الأمام قليلاً، فى الوقت نفسه ادعمى صدره والذقن فى يدك، أو اجعليه مستلقى وجهه إلى أسفل على حجرك، ورأسه مرتفعة قليلاً على فخذك، دائما ضعى رأسه أعلى من بطنه للمساعدة الهواء فى الداخل فى الخروج بسهولة.
بلطف افركى أو ربتى على ظهره أو خلفيته بأطراف أصابعك أو راحة يدك الحرة، أو ارقصى ببطء وهو على كتفك، أبداً لا ترجى الطفل بعنف، فهذا يمكن أن يتسبب فى أضرار عصبية.
إذا لم يكن قد تجشأ بعد أربع دقائق، فإنه قد لا يحتاج لذلك.
بعمر الشهرين أو ثلاثة أشهر من العمر، طفلك قد لا يعود بحاجة إلى أن يتجشأ بانتظام، فى هذه السن. الرضع يبدأون فى امضاء المزيد من الوقت فى وضع مستقيم ويقظ، فى مقاعد الرضع وعربات الأطفال، فيكونوا قادرين على التجشؤ (التكريع) من تلقاء نفسهم.